خطبة الجمعة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 29 جمادي الأولي 1444هـ ، الموافق 23 ديسمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م بصيغة word بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للشيخ طه ممدوح
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر بصيغة pdf بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للشيخ طه ممدوح
عناصر خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، للشيخ طه ممدوح:
أولًا: حثَّ الإسلامُ على محاسبةِ النفسِ وأهميتِهَا
ثانيًا: محاسبةُ النفسِ تجاهَ دينِهَا ودنياهَا ووطنِهَا
ثالثًا: الآثارُ المترتبةُ على محاسبةِ النفسِ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 ديسمبر 2022م ، بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها ، كما يلي:
خطبة الجمعة بعنوان : محاسبةُ النفسِ ماذا قدمتْ لدينِهَا ودنياهَا ووطنِهَا بتاريخ 29 جمادي الأولي 1444 هـ ، الموافق 23 ديسمبر 2022م
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه الكريمِ: {بل الإنسانُ على نفسِهِ بصيرةٌ)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها
أولًا: حثَّ الإسلامُ على محاسبةِ النفسِ وأهميتِهَا
محاسبةُ النفسِ هي: (أنْ يتصفّحَ الإنسانُ في ليلهِ ما صدرَ مِن أفعالِ نهارِهِ، فإنْ كان محمودًا أمضاهُ وأتبعَهُ بِمَا شاكلَهُ وضاهَاهُ، وإنْ كان مذمومًا استدرَكَهُ إنْ أمكنَ وانتهَى عن مثلهِ في الـمستقبلِ).
وقد حثَّ الإسلامُ على محاسبةِ النفسِ، ويدلُّ على ذلك، قولُ اللهِ تعالَى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)) (الحشر:18)، ففي هذه الآيةِ أمرَ اللهُ ـ سبحانَهُ وتعالَى ـ العبدَ أنْ ينظرَ ما قدَّمَ ليومِ القيامةِ، وهل يصلحُ ما قدّمَهُ أنْ يلقَى اللهَ بهِ أو لا يصلح، ولا شكَّ أنَّ المقصودَ والهدفَ مِن هذا النظرِ: أنْ يقودَهُ ذلك إلى كمالِ الاستعدادِ ليومِ المعاد، وتقديمِ ما ينجيهِ مِن عذابِ اللهِ، ويبيضُ وجهَهُ عندَ اللهِ، وهذه في حقيقتِهَا هي محاسبةُ النفسِ، ومحاسبةُ النفسِ زادُ المتقينَ، وسبيلُ النجاةِ يومَ الدينِ، وقد أقسمَ الحقُّ سبحانَهُ بالنفسِ الكريمةِ التي تكثرُ لومَ صاحبِهَا ومحاسبتَهُ، يقولُ سبحانَهُ: {ولا أقسمُ بالنّفسِ اللوامةِ}(القيامة:2).
وروى أحمدُ وغيرُهُ مِن حديثِ شدادِ بنِ أوسٍ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (( الكيسُ مَن دانَ نفسَهُ وعملَ لِمَا بعدَ الموتِ والعاجزُ مَن أتبعَ نفسَهُ هواهَا وتمنَّى على اللهِ )) ومعنى دانَ نفسَهُ : أي حاسبَهَا ، ، ودعانَا نبيُّنَا ﷺ إلى محاسبةِ النفسِ، وأخبرَنَا أنَّ أذكَي المؤمنينَ هو الذي يضعُ الموتَ في حسبانِهِ ويعملُ لآخرتِهِ، فحينَمَا سُئِلَ نبيُّنَا ﷺ أيُّ المؤمنينَ أكيس؟ قالَ ﷺ: (أكثرُهُم للموتِ ذكرًا وأحسنُهُم لِمَا بعدَهُ استعدادًا)، وذكر الإمامُ أحمدُ عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه أنَّه قال ( حاسبُوا أنفسَكُم قبلَ أنْ تُحاسبُوا ، وزنُوا أنفسَكُم قبلَ أنْ تُوزنُوا، فإنَّه أهونُ عليكُم في الحسابِ غدًا أنْ تحاسبُوا أنفسَكُم اليوم ، وتزيّنُوا للعرضِ الأكبرِ يومئذٍ تُعرضُونَ لا تَخفَى منكُم خافيةٌ ) .
وللمحاسبةِ أهميةٌ كُبرى تتبيَّنُ في النقاطِ التاليةِ :
1- طريقٌ لاستقامةِ القلوبِ وتزكيةِ النفوسِ: فإنَّ زكاتَهَا وطهارتَهَا موقوفٌ على محاسبتِهَا ، فلا تزكُو ولا تطهرُ ولا تصلحُ البتةَ إلّا بمحاسبتِهَا .
2- أنَّها دليلٌ على صلاحِ الإنسانِ وعلى خوفهِ مِن اللهِ: فغيرُ الخائفِ مِن اللهِ ليسَ عندَهُ مِن الدواعِي ما يجعلُهُ يقفُ مع نفسِهِ فيحاسبهَا و يعاتبهَا على تقصيرِهَا .
3- أنَّها طريقٌ للتوبةِ: وذلك لأنَّه إذا حاسبَ نفسَهُ أدركَ تقصيرَهُ في جنبِ اللهِ، فقادَهُ هذا إلى التوبةِ .
وإذا كان الإنسانُ سيلقَى ربَّهُ سبحانَهُ، ويُحاسبُهُ ويسألُهُ عن كلِّ شيءٍ، فحقٌّ لهُ أنْ يحاسبَ نفسَهُ قبلَ أنْ يُحاسَب، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وقفوهُم إنَّهُم مسئولون}(الصافات: 24)، ويقولُ سبحانَهُ: { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}(الكهف: 49)، ويقول تعالى: {إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسئولًا}(الإسراء : 36)، ويقولُ المصطفَى ﷺ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ)(متفق عليه).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها
ثانيًا: محاسبةُ النفسِ تجاهَ دينِهَا ودنياهَا ووطنِهَا
لا شكَّ أنَّ محاسبةَ النفسِ لا تقفُ عندَ حدِّ النظرِ فيمَا قدمتْ لآجلتِهَا، ومحاسبتِهَا على أداءِ الشعائرِ مِن صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ ونحوَ ذلك، بل يمتدُّ مفهومُهَا ليشمَلَ محاسبةَ النفسِ على ما قدمتْ لعمارةِ الكونِ، وماذا قدمَ الإنسانُ لأهلهِ ووطنِهِ والإنسانيةِ مِن علمٍ نافعٍ وعملٍ جادٍ، فالعاقلُ هو مَن يعمرُ الدنيا بالدينِ، ويلبِّي نداءَ وطنهِ متى دعاهُ الوطنُ أو احتاجَ إليهِ.
وإذا كان نبيُّنَا ﷺ قد عددَ أركانَ الإسلامِ في قولِهِ: (بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ، شهادةِ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصومِ رمضانَ، وحجِّ البيتِ لِمَن استطاعَ إليهِ سبيلَا)(متفق عليه)، فإنَّ مفهومَ العباداتِ أوسعُ مِن ذلك بكثيرٍ، فالإحسانُ إلى الأهلِ والنفقةُ عليهِم مِن كسبٍ حلالٍ عبادةٌ، والصدقُ عبادةٌ، والأمانةُ عبادةٌ، وإتقانُ العملِ عبادةٌ، وعمارةٌ الكونِ عبادةٌ، وما أجملَ العيشُ في سبيلِ اللهِ بأنْ يسخرَ الإنسانُ حياتَهُ لمرضاةِ اللهِ سبحانَهُ بخدمةِ خلقهِ وقضاءِ حوائجِهِم وكفِّ الأذَى عنهُم، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {هو أنشأَكُم مِن الأرضِ واستعمرَكُم فيهَا}(هود: 61)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّك أنْ تتركَ ورثتَكَ أغنياءَ خيرٌ مِن أنْ تدعَهُم عالةً يتكففُونَ الناسَ، وإنَّك لن تنفقَ نفقةً إلَّا أُجرتَ بهَا، حتى اللقمةَ ترفعُهَا إلى فِي امرأتِك)(رواه البخاري)، ويقولُ ﷺ: (مَا مِن مُسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يزرعُ زرعًا فيأكلَ منهُ إنسانٌ، أو طيرٌ، أو سبعٌ ، إلَّا كانَ لهُ صدقةٌ)(رواه مسلم).
فحاسبْ نفسَكَ قبلَ أيّ عملٍ تقومُ بهِ، هل هو للهِ أمْ لدنيا أمْ لشهوةٍ؟ هل هو حلالٌ أمْ حرامٌ؟ فإنْ كانَ للهِ فاستعنْ باللهِ، ثُمَّ حاسِبْ نفسَكَ أثناءِ العمل وأخلِصْ النيةَ.
وأخيرًا، حاسِبْ نفسَكَ بعدَ العملِ ألَّا يخالطهُ عُجبٌ ولا رياءٌ، ثم استغفرْ مِن كلِّ نقصٍ. ومِن فوائدِ محاسبةِ النفسِ أنَّها تُذكِّرُ الإنسانَ، وتبعثُ فيهِ الاستعدادَ للقاءِ اللهِ تعالى الذي سوفَ يكونُ بينَ يديهِ الحسابُ.
ومحاسبةُ النفسِ طريقٌ للنجاحِ، وسببٌ للفلاحِ في الدنيا والآخرةِ، وهنالك أمورٌ كثيرةٌ تعينُ على محاسبةِ النفسِ، وتُقَوِّي بواعثَ الخيرِ فيها، ومِن ذلك:
أولًا: استشعارُ رقابةِ اللهِ على العبدِ واطلاعهِ على خفاياه، وأنَّه -سبحانَه- لا تخفَى عليه خافيةٌ، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق:16]، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)[البقرة:235].
ثانيًا: أنْ يعلمَ العبدُ أنَّه مسؤولٌ عن كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة:7-8]، وقال -تعالى-: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الحجر:93].
ثالثًا: أنْ يتذكرَ الحسابَ الأكبرَ يومَ القيامةِ، وأنْ يعلمَ أنَّه مَن شدّدَ على نفسهِ في الحسابِ هُنا، يسَّرَ اللهُ عليه الحسابَ هنالك: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)[آلعمران:30]، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء:47].
إنَّ تذكُّرَ الموتِ، وأهوالَ القيامةِ، يدعو المؤمنَ إلى محاسبةِ النفسِ، والأخذِ بزمامِهَا إلى طريقِ الخيرِ والفلاحِ، يقولُ -ﷺ-: “كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ”(رواه البخاري).
رابعًا: صحبةُ أهلِ الهمةِ العاليةِ المحاسبينَ لأنفسِهِم: لأنَّك ستقتدِي بهم في ذلك، وأنْ تقارنَ بينَ نعمةِ اللهِ عليكَ وبينَ أفعالِكَ، فاللهُ سبحانَهُ أنعمَ عليكَ نعمًا كثيرةً وأنت لم تقُمْ بحقِّهَا ، وحينهَا تعلمُ أنَّه ليس إلَّا أنْ يعفوَ عنك ويرحمَكَ أو تهلَكَ.
****
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : محاسبة النفس ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها
ثالثًا: الآثارُ المترتبةُ على محاسبةِ النفسِ
إذا حاسبَ الإنسانُ نفسَهُ استفادَ عدةَ فوائدَ منهَا :
1- تحقيقُ سعادةِ الدارينِ ونيلُ رضَا اللهِ تعالَى ومحبتِه : إذا حاسبَ الإنسانُ نفسَهُ علمَ تقصيرَهَا ، وأنَّه مهمَا عملَ لم يقمْ بمَا طُلِبَ منه القيامَ به ، وأنَّه لو قامَ بمَا طُلِبَ منهُ احتاجَ إلى شكرِ اللهِ الذي مَنَّ عليهِ بأنْ وفقَهُ للقيامِ بِمَا أمرَ بهِ ، وإذا أدركَ تقصيرَهُ في جنبِ اللهِ قادَهُ ذلك إلى أنْ يبذلَ المزيدَ مِن الجهدِ، وأنْ يتدارَكَ النقصَ ، ويستعدَّ أكملَ الاستعدادِ ليومِ المعادِ، ومَن هذه حالُهُ ينلْ رضا اللهِ ومحبتَهُ سبحانَهُ.
2- يطَّلعُ على عيوبِ نفسهِ: لأنَّه بالمحاسبةِ لابُدَّ أنْ يجدَ في نفسِهِ عيبًا، فإذا اطّلعَ على عيبِهَا مقتَهَا في ذاتِ اللهِ تعالى ، وأمَّا مَن لم يحاسبْ نفسَهُ لم يطلعْ على عيوبِهَا ، ومَن لم يطلعْ على عيبِ نفسِهِ لم يمكنْهُ إزالتَهُ.
3- إخلاصُ النيةِ للهِ: لأنَّ المحاسبةَ وقفةٌ خفيةٌ بينَكَ وبينَ نفسِكَ لا يعلمهَا إلَّا الله ، وأنت أدرَى بنفسِكَ وبحقيقةِ أعمالِك، تعرفُ هل عملتَ هذا العملَ رياءً أو سمعةً أو عملتَهُ للهِ، وهذا يقودُكَ بإذنِ اللهِ إلى أنْ تجعلَ أعمالَكَ كلَّهَا خالصةً للهِ.
4- استشعارُ المسلمِ للهدفِ الذي خُلِقَ مِن أجلهِ: إذا حاسبتَ نفسَكَ علمتَ أنَّك لم تُخلقْ عبثًا ولن تتركَ سُدَى ، لم تُخلقْ للأكلِ والشربِ والنكاحِ وجمعِ الأموالِ، خُلقتَ لأمرٍ عظيمٍ وهُيئتَ لأمرٍ جسيمٍ، فحينها تستشعرُ الهدفَ الذي خُلقتَ مِن أجلهِ.
5- الاجتهادُ في الطاعةِ: فإنَّ الصائمينَ في حرِّ النهارِ ما صامُوا إلّا بعدَ محاسبتِهِم لأنفسِهِم، والقائمينَ الليلَ لماذَا كانُوا يقومونَ الليلَ، والتالينَ للقرآنِ، والباذلينَ أموالَهُم في سبيلِ اللهِ، وغيرِهِم ما فعلُوا ما فعلُوا إلّا بعدَ محاسبتِهِم لأنفسِهِم .
6- البعدُ عن المعاصِي صغيرِهَا وكبيرِهَا: لأنَّهُ إذا حاسبَ نفسَهُ على المعصيةِ دعاهُ ذلك إلى أنْ لا يعملَهَا مرةً أُخرى، وبذلك يبتعدُ قدرَ الإمكانِ عن المعاصِي.
7- الزهدُ في الدنيا: لأنَّه سيعرفُ حقيقةَ الدنيا وحقيقةَ نفسِهِ وما تريدُ، وسيدركُ أنَّ الدنيا دارُ ممرٍّ وفناءٍ، يزرعُ بها العبدُ ما يحبُّ أنْ يراهُ غدًا، مِمّا يجعلُهُ ينظرُ إلى الدنيا على أنَّها مزرعةٌ للآخرةِ، فلا ينافس أهلَهَا عليها .
8- مراقبةُ اللهِ: لأنَّه كُلَّمَا هَمَّ بمعصيةٍ حاسبَ نفسَهُ، وكُلَّمَا هَمَّ بتقصيرٍ في واجبٍ حاسبَ نفسَهُ ، وهذه هي المراقبةُ للهِ حتَّى يصلَ إلى مرتبةِ الإحسانِ .
اللهم احفظْ مصرَنَا، وارفعْ رايتَهَا في العالمين.
الدعاء،،،،، وأقم الصلاةَ ،،،،،
كتبه: الشيخ طه ممدوح عبد الوهاب
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف